
د. ريمون ميخائيل يكتب
كان قديماً تدار الأنظمة التجارية بنظام المقايضة فكان من يمتلك سلعه غير مستخدمه لديه او ينتج شيء يقوم بإستبداله مع الاخر بما يحتاج فروي ان رجل القرية قد أتى كعادته لتاجر بالمدينه ليعطيه الزبد اللذي تقوم بصناعة زوجته من لبن البقر لديهم فيأخذ تاجر المدينه كيلو الزبد منه ويعطيه بالمقابل كيلو من السكر وهو ما يحتاجه رجل القريه ليستخدمه بمنزله أو يقايض به اهل قريته وجيرانه بما يحتاج
وذات يوم وجد رجل القريه التاجر علي غير عادته عابس الوجه عصبي المزاج صارخ به متهماً اياه انه قد غشه وسرقه بالميزان قائلاً له يارجل قد وثقت بك ولم ازن بعدك السمن أبدا واثقا بمكيالك وبالصدفه وزنت الزبد وجدت الكيلو اقل بربع كيلو قمت بوزن كل ما هو موجود عندي من زبدتك فكلهم سواء كيف تغشني وتخدعني فقام رجل القريه بكل طيبه ووداعه قائلاً للتاجر هدئ من روعك ياسيدي انني اقسم علي عدم غشك يوماً وانا لا امتلك موازين مثلك فأنا اخذ منك كيلو السكر للمنزل واضعه بكفه واعاير بمقابلها الزبد بالكفه الاخري حتي تتساوي الكفتين.
فسامحني ياصديقي فأفعل ما شئت ؛فأنك كما تدين تدان.
بقلم د. ريمون ميخائيل