
بقلم الكاتب / عمرو صبحي
لماذا أختلفت العقول وأختلفت الثقافات والإهتمامات بين الماضى والحضر ؟
ما الذى حدث وأدى إلى كل هذا الأختلاف ؟
فى الماضى ورغم الحياة البسيطة وقلة الإمكانيات إلا أن العلم والثقافة والمعرفة كانت أفضل وأقوى من حاضرنا الآن . كانت المجتمعات مغلقة عما نحن عليه الآن . لا يوجد وسائل تواصل إجتماعى . لا يوجد هواتف ذكية . لا يوجد أجهرة حاسب آلى متطورة . لا يوجد ذكاء إصطناعى . لا يوجد تطور تكنولوجى وتبادل معلومات وسرعة فى المعرفة كما هو الحال الآن ورغم ذلك كان العلم والثقافة فى أوج قمتهما . برغم كل تلك الوسائل والتى سهلت على البشر الوصول والحصول على المعلومات ولكنها أعطت البعض الحق فى التلاعب بعقول البشر وتغذية تلك العقول بما تريد من معلومات خاطئة ومغلوطة لكى تسيطر على تلك العقول.
ولكن فى الماضى كان الناس يعتمدون فقط على كتب العلماء والمفكرين فى شتى المجالات . كان للعقل البشرى دورا فى تمييز الحق والباطل والتمييز بين ما هو حقيقى وما هو غير ذلك .
فى مصر قديما على سبيل المثال كان الناس تعتمد على الكتاتيب فى تعليم أبنائهم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم من سن صغير حتى إذا وصل الطفل إلى سن الثالث عشر أو الرابع عشر ويكون قد حفظ القرآن الكريم بكل أحكامه وبعض قراءاته بالإضافة لتعليم الشريعة والفقه . أنظر كيف يكون عقل الطفل منفتحا عندما يتعلم كل ذلك فى سن صغير . كيف يكون قادرا على التفكر والتدبر وإتخاذ القرار . أما بالنسبة للقدوة قديما كان الناس ينظرون إلى العالم أو الشيخ أو الضابط أو الطبيب أو أى شيء من هذا القبيل .
ولكن أنظر الآن الطفل برغم أن توافرت له كل وسائل الراحة والسهولة فى الحصول على المعلومات من التطور التكتولوجى والرقمى الرهيب وبرغم إنتشار المدارس الدولية ومدارس اللغات وغيرها إلا أنك تجد معظم هذا الجيل سطحى لا عقل له يفكر بذاجة وتفاهة وإذا سألته من قدوتك ومثلك الأعلى يقول لك المطرب الفلان ولاعب الكرة الفلان والممثل الفلان وكأن زماننا هذا قد اقتصر على المغنيين والممثلين ولاعبى الكرة ولا يوجد شيوخ أو علماء يقتدى بهم .
هذا السؤال الذى طالما راودنى ويجول بعقلى .
ما الذى حدث بين ما كان وما نحن عليه الآن ؟ أين العلم والقافة ؟ أين القدوة ؟
الكاتب : عمرو صبحى