
اغتالت إسرائيل اليوم يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة. هذه العملية جاءت بعد عام كامل من المطاردة المستمرة، حيث اختبأ السنوار في أنفاق ومخابئ تحت الأرض، مستفيدًا من شبكة معقدة من المخابئ التي تعد جزءًا من بنية المقاومة الفلسطينية في القطاع .
السنوار، الذي يُعد واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في حركة حماس، ارتبط اسمه بتخطيط وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل. ومن أبرز تلك العمليات عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، والتي تسببت في مقتل واختطاف العديد من الإسرائيليين. هذه العملية كانت ضربة كبيرة للجيش الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية، ما دفع إسرائيل إلى إطلاق عملية واسعة النطاق تحت مسمى “السيوف الحديدية” استهدفت بشكل مباشر قادة حماس، وعلى رأسهم السنوار .
بعد اكتشاف جثته وتأكيد هويته من خلال فحص الحمض النووي، أعلنت إسرائيل أن اغتيال السنوار يمثل نهاية فصل هام في معركتها مع حماس. يرى بعض المحللين الإسرائيليين أن تصفية السنوار قد تفتح الباب أمام واقع جديد في غزة، قد يتضمن تغييرات في المشهد السياسي والعسكري، وربما يساهم في الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين .
يحيى السنوار، المولود في 1962 في مخيم خان يونس للاجئين، نشأ في بيئة مليئة بالمعاناة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أثر بشكل كبير على توجهاته السياسية. انخرط في العمل السياسي والمقاومة منذ شبابه، واعتقل عدة مرات من قبل إسرائيل. قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011. بعد خروجه، أصبح قائدًا بارزًا في حركة حماس، وانتخب رئيسًا للحركة في قطاع غزة عام 2017، ثم رئيسًا للمكتب السياسي بعد اغتيال إسماعيل هنية .
باغتيال السنوار، تأمل إسرائيل في إضعاف البنية القيادية لحركة حماس، ولكن التجارب السابقة تشير إلى أن مثل هذه العمليات قد تدفع الحركة إلى الرد بقوة، مما يزيد من تعقيد المشهد في غزة والمنطقة ككل.