
الشاعرة ديدي حمدي تعد واحدة من أبرز الأصوات الشعرية التي جسدت بعمق قضايا الرأي العام والأحداث فى مصر، رغم سنوات الغربة التي قضتها بعيدًا عن الوطن. بعد 33 عامًا من الإقامة في فرنسا، أطلقت ديدي ديوانها الأول بعنوان “من قلب ديدي”، والذي يحمل بين طياته مشاعر وتجارب غربة طويلة، إلى جانب تناولها لأحداث الوطن وقضاياه.
لم تكن ديدي حمدي مجرد شاعرة تعبر عن نفسها فقط، بل كانت صوتًا معبرًا عن قضايا المجتمع المصري والقضايا العربية الكبرى، مثل القضية الفلسطينية. تميزت كتاباتها بالتماس المباشر مع القضايا الساخنة التي عاشها الشارع المصري، واستمرت في التواصل مع المعنيين بتلك القضايا رغم بُعدها الجغرافي. لقد نجحت في خلق روابط إنسانية ومعنوية من خلال كتاباتها التي لامست القلوب، مما جعل منها صوتًا أصيلًا للمواساة والدعم.

إلى جانب نشاطها الشعري المكثف في مصر، نشرت ديدي حمدي أشعارها في مجلة “كواليس” اللبنانية، حيث أُطلق عليها لقب “شاعرة القضية والوطن” من قبل الدكتور نضال عيسى، نائب رئيس تحرير المجلة، وذلك نظرًا لكتاباتها عن أطفال غزة والقضية الفلسطينية. ولم يقتصر دورها على النشر فقط، بل كانت لها مشاركات إذاعية في العديد من المنصات، مثل إذاعة صنعاء في اليمن وإذاعة “صوت العرب” من القاهرة، إلى جانب برامج إذاعية في فرنسا موجهة للجالية العربية هناك.
إن تجربة ديدي حمدي تُعد مثالًا حيًا على كيف يمكن للفن والكلمة أن يتجاوزا الحدود الجغرافية، وأن يكونا صوتًا قويًا للقضايا الإنسانية والوطنية، حتى وإن كان صاحب الصوت بعيدًا عن أرض الوطن.