
دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة: نظرة على فترة حكم مثيرة للجدل
دونالد جون ترامب، رجل الأعمال الأمريكي الشهير والشخصية الإعلامية، تولى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير 2017 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، التي حقق فيها انتصارًا مفاجئًا على هيلاري كلينتون. ترامب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، يُعد من أكثر الرؤساء إثارةً للجدل، إذ جلب معه إلى البيت الأبيض أسلوبًا غير تقليدي وطريقة في الحكم لم تعهدها الساحة السياسية الأمريكية من قبل.

اتسمت فترة حكم ترامب بعدة سمات بارزة، أهمها توجهه نحو سياسة “أمريكا أولًا”، التي ركز فيها على تعزيز الاقتصاد الأمريكي وتقليل الاعتماد على التجارة الخارجية. ومن أبرز إنجازاته في هذا الصدد، إصلاح قانون الضرائب الذي خفض الضرائب على الشركات والأفراد بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل. كما شهدت فترة حكمه انخفاضًا في معدلات البطالة إلى مستويات قياسية قبل جائحة كورونا، ونموًا ملحوظًا في سوق الأسهم.
في الشؤون الدولية، سعى ترامب إلى اتخاذ مواقف حازمة تجاه خصوم أمريكا التقليديين مثل الصين وإيران. قاد حربًا تجارية مع الصين، بهدف تقليل العجز التجاري وتعزيز الصناعات المحلية. وفي الشرق الأوسط، سعى إلى تحقيق اتفاقات سلام بين إسرائيل وعدة دول عربية ضمن ما سمي “اتفاقات أبراهام”، وهو ما اعتبره كثيرون خطوة جريئة وغير مسبوقة.
على صعيد السياسة الداخلية، أثارت بعض قرارات ترامب جدلًا واسعًا، خاصةً فيما يتعلق بسياسات الهجرة وبناء جدار حدودي مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية. كما تعرض لانتقادات كبيرة بشأن تعامله مع جائحة كورونا، حيث اعتبره البعض قد قلل من خطورة الفيروس، مما أدى إلى تدهور الوضع الصحي وتزايد الإصابات والوفيات.

ورغم ذلك، احتفظ ترامب بقاعدة جماهيرية واسعة، خاصة بين مناصري الحزب الجمهوري وأنصار توجهاته المحافظة. وبعد خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن، واصل التأثير في السياسة الأمريكية، محاولًا دعم مرشحين يتبنون أفكاره ومواقفه. ترامب يظل شخصية بارزة في السياسة الأمريكية، وتجربة حكمه تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول مستقبل السياسة الشعبية في أمريكا.