
بقلم عمرو صبحي
تربينا منذ الصغر على قنوات التلفزيون المصرى والذي كان عبارة عن ثلاث قنوات فقط لا غير… ثلاث قنوات ولكنها كانت اغني وأقيم مما هو موجود الآن.. تربينا على برامج ذات قيمة ثقافية ودينية وعلمية. من منا لا يتذكر برنامج العلم والإيمان للدكتور العظيم الراحل مصطفى محمود وكيف كنا نستقي المعلومات عن كل شيء في هذه الحياة.. كيف تعلمنا منه كل شيء في شتى مجالات الحياة من علوم وطب وفيزياء وكيمياء وعلوم دينية وتاريخية.. ومن منا لا يتذكر خواطر الإمام لفضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي وتفسيره للقرآن الكريم بطريقة علمية مبسطة لكل فئات المجتمع وكيف كنا ننتظره بشغف كل يوم جمعة من كل أسبوع.. ومن منا لا يتذكر برنامج عالم الحيوان ومعرفة كل المعلومات عن جميع أنواع الحيوانات في كل أنحاء العالم بصوت كان مألوفا معروفا لدينا جميعا وهو يعلق على حياة الحيوان البرية… كما لا ننسى الدكتور العظيم حامد جوهر وبرنامجه العظيم عالم البحار. وتعليقه بصوته المميز على أنواع الأسماك في البحار والمحيطات وطريقة حياتها والكثير من المعلومات عن تلك الحياة الغريبة.. كانت برامج ذات قيمة.. برامج علمية ثقافية دينية شكلت وكونت وجدان وفكر أجيال.. كنا نلتف حول التلفاز لمتابعة ومشاهدة تلك البرامج الثرية الغنية.. أما الآن فأنا لا اتذكر برنامجا واحدا ثقافيا أو دينيا كمثل تلك البرامج التي كانت تشكل وعي شعب بأكمله… لقد توسمت خيرا عندما ظهر في الإعلام المصرى برنامجان عظيمان وهما ( زي الكتاب ما بيقول) وبرنامج ( قعدة تاريخ) ولكن سرعان ما اختفيا من على ساحة الإعلام ليتركوا مساحة لتلك البرامج التافهة المملة العقيمة.. لا أعلم لماذا.. هل لقلة عدد المشاهدات؟؟ أو أن القائمين على الإعلام المصرى لا يريدون أن يكون الشعب المصري متعلم ومثقف؟؟ لا أدري.. ولكن من الواضح أن العقول أصبحت مضمحلة سطحية وان الأخلاق أصبحت عملة نادرة واختفت القيم والمبادئ… رحم الله علمائنا وشيوخنا واعلامينا الذين ساهموا في رفع القيم والأخلاق والمبادئ وصحيح الدين ونشر الثقافة والعلوم وتشكيل الوعي والفكر والوجدان… رحم الله أياما كانت تحمل الخير في كل شيء وأعاننا الله على تلك الأيام التي ضاع فيها كل شيء وأصبحت المادة أكبر من العلم والثقافة والأخلاق والمبادئ والقيم…
الكاتب عمرو صبحي